خطف المنتخب المغربي بطاقة العبور نحو دور ربع النهائي من منافسات كأس العالم قطر 2022 لأول مرة في تاريخه، إثر فوزه على حساب المنتخب الإسباني بركلات الترجيح بنتيجة ثلاث ركلات مقابل لا شيء على أرضية ملعب المدينة التعليمية، و يعد المغرب أول منتخب عربي يصعد إلى دور ال8 و رابع منتخب إفريقي بعد الكاميرون عام 1990 و السنغال عام 2002 و غانا عام 2010..
أعطيت ضربة البداية للشوط الأول الذي كان الاستحواذ فيه حليف الإسبان، إذ هدد "الماتادور" الإسباني مرمى الأسود في عدة مناسبات، فكاد ماركو أسينسيو أن يدون الهدف الأول إلا أن بونو تصدى و عاد اللاعب ذاته في حدود الدقيقة 26' عبر أخطر فرصة غير أن كرته أصابت شباك المنتخب المغربي من الخارج، جاء الرد من المغاربة عبر تسديدة نصير مزراوي التي اعترض لها الحارس سايمون، و في حدود الدقيقة 42' أوشكت رأسية نايف أكرد أن تثمر هدفا لمنتخب المغرب لكن دون جدوى، انتهى الشوط الأول بصافرة الأرجنتيني فيرناندو راباليني..
عند العودة إلى الجزء الثاني من المباراة، استمر ضغط الماتادور الإسباني على دفاعات أسود الأطلس، اللاعب أولمو اقترب من هز شباك بونو لكن هذا الأخير تعملق ببراعة في الدفاع عن مرماه، بعدها أدرج لويس إنريكي اللاعبين موراتا و سولير و قام الركراكي بإشراك الزلزولي، الدقيقة 80' كانت شاهدة على كرة خطيرة لرفاق أسينسيو نال منها في الأخير نايف أكرد، عاود موراتا التصويب في اتجاه مرمى الأسود بيد أن كرته تلك مرت بسلام، البديل شديرة ابتغى زيارة شباك سايمون الإسباني لكن محاولته عبرت دون أن تشكل أدنى مشقة على الخصوم، قبل نهاية دقائق المباراة بقليل نجح المتألق ياسين بونو في حماية عرين الأسود من كرة أولمو الخطيرة..
بعد نهاية الوقت الأصلي بالتعادل السلبي بين المغرب و إسبانيا، اتجهت أطوار اللقاء نحو طريق الشوطين الإضافيين، في غضون الشوط الإضافي الأول و في حدود الدقيقة 100 قام المدرب إنريكي بإقحام اللاعب فالدي إلى جانب أنسو فاتي، و في الدقيقة 104 انفرد شديرة بالحارس الإسباني غير أن هذا الأخير أبعد الخطر في نهاية المطاف، انتهى الشوط الإضافي الأول على إيقاع تعادل سلبي، ليبدأ بعد ذلك الشوط الإضافي الثاني الذي حاول معه مجددا اللاعب شديرة التسديد لكن منعه من تحقيق ذلك كل من الثنائي لابورت و رودريغو، أما عن كرة اللاعب سارابيا الإسباني فقد اصطدمت بالقائم.
و إبان التوجه نحو ركلات الترجيح،تفوق أسود الأطلس على حساب منتخب "لاروخا" بثلاث ركلات مقابل صفر، بعدما أهدر اللاعب سارابيا الركلة الأولى بسبب القائم ، أما عن ركلتي كارلوس سولير و سيرجيو بوسكيتش فتصدى لهما العملاق بونو، و بذلك حجز المنتخب المغربي مكانا له في دور ال8 بعد تألقه أمام الماتادور الإسباني، هذا الأخير الذي ودع المونديال من دور ال16 مكررا بذلك سيناريو 2018 عندما خسر أمام روسيا بالضربات الترجيحية خلال الدور ذاته..
بدت معالم السعادة واضحة على أسود الأطلس كما الجماهير المغربية العاشقة و المناصرة للمنتخب المغربي أينما حل و ارتحل بل و امتدت الفرحة نحو كل عشاق المستديرة الساحرة و امتزجت بذلك المشاعر و ذرفت دموع الانتصار، فالمستحيل ليس مغربيا لقد فعلتها كتيبة وليد الركراكي في مباراة تاريخية هنالك في ستاد المدينة التعليمية، هي مواجهة ارتدى فيها المغرب ثوب البطل و سطع بريقه في الدوحة بعد كتابته لقصة متميزة بأقلام مغربية كان عنوانها "المغرب يزيح عن طريقه الماتادور الإسباني بطل العالم في نسخة 2010 "
إرسال تعليق