و لأن المنتخب المغربي كان يطمح لبلوغ الدور الموالي من كأس العالم و كتابة التاريخ، فكان لا بد أن يرسم خطوات التهديد نحو مرمى الحارس بورجان، و لهذا فقد بدأ التهديد في وقت مبكر، حكيم زياش و عبر تسديدة رائعة أحرز هدف التقدم لأسود الأطلس في حدود الدقيقة 04' و يعد هذا الهدف أسرع هدف في تاريخ مشاركات المنتخبات العربية في كأس العالم، كما شكل زياش خطرا كبيرا على دفاعات منتخب الحمر عبر العديد من التصويبات من جانبه، الشوط الأول شهد تهديدا شديدا من جانب كتيبة وليد الركراكي إذ أفرز اللاعب يوسف النصيري الهدف الثاني لمنتخب المغرب و دخل بذلك التاريخ و أصبح أول لاعب مغربي يسجل في نسختين متتاليتين، عاد الخطر المغربي ليهدد الشباك من جديد عبر كرة بوفال التي تخلص منها الدفاع، الدقيقة 40' حملت بين طياتها هدفا معاكسا ضد أسود الأطلس حيث سجل نايف أكرد بالخطأ في مرمى منتخب بلاده، رفعت الراية قبل نهاية الشوط الأول بقليل لتكبح هدف النصيري و توقف الفرحة، و رغم ذلك انتهى الشوط الأول بتقدم رفقاء سايس ..
ارتدى المنتخب الكندي ثوب الشراسة و التهديد أثناء الشوط الثاني، و تجلى ذلك في كرة كندا الخطيرة التي مرت أمام الجميع، بعد ذلك ألفونسو ديفيس أراد أن يجرب حظه في التصويب لكن كرته جاورت مرمى بونو، و في حدود الدقيقة 65' أقحم وليد الركراكي كل من اللاعبين أبو خلال و أملاح كبديلين، كانت الدقيقة 71' شاهدة على أخطر فرصة للمنتخب الكندي عبر رأسية هوتشينسون التي تصدت لها العارضة و حرمت كتيبة جون هردمان من تعديل النتيجة، انتهت المباراة بصافرة الحكم البرازيلي رفائيل كلاوس،إنها نهاية نكسة أسود الأطلس في تخطي دور المجموعات،إنها البداية نحو رسم خطوط عريضة للنجاح و التألق و الإبداع ..
بعد مرور مدة طويلة من الانتظار و الصبر، مدة لم يتجاوز فيها المنتخب المغربي خط دور المجموعات، و أخيرا استطاع كسر القاعدة التي اعتاد عليها و بلغ بذلك دور الثمن، فهو لم يفعلها إلا في مونديال المكسيك عام 1986، و أعادها في مونديال قطر 2022..
فرحة جماهيرية اهتز على وقعها ملعب التمامة و تعالت على إيقاعها الأهازيج و أصوات الانتصار عاليا في سماء الدوحة، نعم أسود الأطلس في دور الثمن هكذا كتبها التاريخ في صفحاته ..
مقال في المستوى برافو
ردحذفإرسال تعليق