كثيرا ما تسعد كرة القدم مناصريها عبر العالم،و ذلك على اعتبار أنها لعبة تمتزج فيها جل المشاعر و الأحاسيس،لكن في بعض الأحيان تتحول هذه اللعبة إلى كومة مشاعر كئيبة و مؤلمة تجعل القلوب تبكي شوقا لمن رحل،و لعل كارثة شابيكوينسي البرازيلي كانت أعنف حادثة شهدتها كرة القدم البرازيلية على الإطلاق،فكلما تذكرنا هذا النادي عادت بنا الذكريات بعيدا إلى ماض أليم كانت أحداثه قاسية على كل عاشق للمستديرة الساحرة في جميع أقطار العالم،فبعد أن كانت الأمور تتم بشكل عادي،حيث كان نادي شابيكوينسي متوجها نحو كولومبيا من أجل خوض غمار نهائي مسابقة كوبا سود أمريكانا ضد نادي أتليتيكو ناسيونال الكولومبي،و بعد فرحة عارمة عاشها اللاعبون بوصولهم للنهائي الكبير لأول مرة في التاريخ،حدث ما لم يكن في الحسبان،لقد تحطمت طائرة خطوط "لا ميا" البوليفية التي كانت تقل الفريق البرازيلي بكاملها في لا يونيون على مشارف مدينة ميديلين الكولومبية،مخلفة بذلك 71 هالكا،بينما كان عدد الناجون قليل جدا منهم اللاعب جاكسون فولمان الذي بترت ساقه الشيء الذي أنهى فعليا مسيرته في عالم كرة القدم،إلى جانب نيتو و آلان روتشيل..،هي مأساة اهتز على وقعها العالم و عبر من خلالها العديد من الأندية و اللاعبين عن تعاطفهم و عن شدة حرقتهم من أجلها،كما أعلن بذلك اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (الكونميبول) نادي شابيكوينسي البرازيلي فائزا بلقب بطولة سود أمريكانا،و كذا غرد النادي الكولومبي الخصم عن تعاطفه الكبير مع الفريق البرازيلي عبر تدوينة نشرها على تويتر قائلا : "نشعر بأسف و تعاطف عميق مع تشابيكوينسي".
على الرغم من مرور بعض السنوات عن هذا الحادث المفجع إلا أن آثاره ما تزال محفورة في الأذهان،فالسنوات وحدها قد لا تكون كافية لتضميد الجراح و الآلام،هي مأساة صنفت ضمن أعنف الأحداث على المستوى الكروي،لقد كان صدى الألم فيها عالميا بامتياز حيث تحدثت من خلالها كل الجماهير العالمية بلغة الدموع،فهناك أحداث تدخل عالم النكبات من بابها الواسع و تطبع بذلك ذكريات شديدة الأسى و الحزن،كثيرا ما تخترق مشاعر الاستياء لعبة كرة القدم عن طريق بعض الوقائع المأساوية التي تحدث حالة من الرعب و الفزع إلى جانب مشاعر الضياع،بالرغم من كونها تنشر الحماس عبر جمالية الإبداعات التي تقدمها معظم الفرق داخل الملاعب و الميادين،إنه لمن المؤلم أن يرحل جميع أعضاء فريقك المفضل الذي عايشت معهم أجمل لحظات في ساحة المستديرة.
فقد نادي شابيكوينسي البرازيلي عددا مهما من نجومه، الذين أضحوا ذكريات عابرة عالقة هناك بين ثنايا الذكريات،فتارة يتذكرها النادي فيحن إليها و يتوق لتلك الأيام،و تارة أخرى تندثر بعيدا في عالم الأحلام.
شاءت الأقدار أن تنتهي تلك الرحلة بنهاية مفجعة جدا أودت بحياة معظم الراكبين،لتنضم بذلك إلى قائمة الوقائع الأليمة التي جعلت من كرة القدم عالما لها...إنه عالم غريب قد يسعدك أحيانا،و يبكيك أحيانا أخرى.
حزين جدا ،عندما تنقلب الموازين تتحول الفرحة الى تعاسة
ردحذفإرسال تعليق