تحت عنوان "المعجزة الثامنة: ان تلد الارنب عٍجلتها" كتب القيادي السابق في جبهة البوليساريو المصطفى سلمى ولد سيدي مولود عن ظروف وأهداف نشأت الجبهة قائلا:
في 10 ماي1973، تجمع شباب مختلط من منطقة واد نون (جهة كلميم ) و من تيندوف في الجزائر و من شمال موريتانيا و من الساقية الحمراء ووادي الذهب، و أعلنوا من مدينة زويرات عن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) من الاستعمار الاسباني. بعد عام و ثلاثة أشهر (غشت 1974) عقدت جبهة البوليساريو مؤتمرها الثاني في منطقة تيندوف الجزائرية بنفس المكونات المناطقية، و بعدد أكبر و تحت نفس العنوان تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بعد عام و ثلاثة أشهر أخرى (نوفمبر 1975) و بضغط من المغرب، أعلنت إسبانيا عن تخليها عن الاقليم و تسليم الساقية الحمراء للمغرب ووادي الذهب لموريتانيا.
الرهط الذي إجتمع في الجزائر منذ بضعة أشهر وجد نفسه و الجزائر معه خارج اللعبة. فالساقية الحمراء ووادي الذهب تحررت من الاسبان. و أصبحت في ملكية بلاد أولاد واد نون و أولاد زويرات و أطار. و بدل ان يفرح هؤلاء بالنصر المزدوج: تحرير الاقليم من الاسبان و عودته الى بلدان جنسيتهم: المغرب و موريتانيا. قالوا كما قالت الجزائر : "و نحن واش ندو"؟!! (ماذا صح لنا نحن). هنا تكشفت النوايا بأن البعض كان يحمل شعار التحرير لغاية في نفسه أو كما يقول المثل الحساني: لي مغلي عليا لعرب الا ياك نعود بناكتي. (أحب العرب ليس حبا فيهم و إنما لأحصل على ناقة). الرهط الطموح وجد ضالته عند إبليس الذي أشار عليهم بأن يشيعوا بين بدو الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفين بالعصبية و الحمية القبلية في الدفاع عن مجال انتجاعهم و رعي ماشيتهم، ان قبائل المغرب و موريتان تحالفوا ليبيدوكم و ينتقموا لهزائمهم في الحروب السابقة. و لكن لا تخافوا فقد وجدنا لكم نجاشي لا يظلم عنده أحد في بلاد لانجيري. لن يعطيكم الامان فحسب، بل سيزودكم بالسلاح و الذخائر حتى تستعيدوا أرضكم و ماشيتكم. و بدو الساقية الحمراء ووادي الذهب أذكر لهم السلاح يجتمعوا عندك من ساعتهم. فالسلاح و الجمل هما حلة البدوي في منكبنا ذاك الزمان.
إجتمع للرهط خلق كثير، فأشار عليهم إبليس من جديد أن " أعطاكم الله لي يعطي للمباركين" كان عندكم تنظيم و جيش و أصبح عندكم شعب من البدو الأميين. فاعلنوا عن قيام دولتكم. و لتذهب الدول التي كانت تهمشكم و تشعرون بالغبن فيها الى الجحيم. 27 فبراير 1976 خرج زعيم الرهط على شاشة التلفاز في الجزائر قائلا: نعلن اليوم على أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. فلو قال نعلن عن جمهورية الساقية الحمراء ووادي الذهب. فسيبدأ البدو يتهامسون فيما بينهم و يمدون أصابعهم في بعض الرهط متسائلين:" و هذا بو دريجة أخبارو"؟؟؟!!. لذلك سموها الصحراوية لتسع جميع المغبونين و المهمشين في المنطقة. و تكون خالصة للرهط المؤسسين من دون الناس.
و كان للرهط رفيق مخبول يقول أن أبناءه أمهم فرنسية و أبوهم إيطالي، أخذوا عنه فكرة تديم عزهم و مجدهم و تبقي على الاتباع مفادها ان أرنبهم ستلد عجلة مباركة كناقة سيدنا صالح تضر لبنا سائغا لا يظمأ من شربه و لا يجوع و لا يعرى أبدا. فمر عام بعد عام، حتى وصلنا لنصف قرن من العد. و ما زال بعض البدو ينتظرون معجزة أن تلد الارنب (الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية) عجلتها (الساقية الحمراء ووادي الذهب). و يصير بينهما نسبا. فتصدق حيلة إبليس و يصبح للرهط دولة تفرق دولهم نكاية بهم، و إرضاء لإبليس.
إرسال تعليق