مارادونا يودع العالم بصفة نهائية

 

بلغت قصة مارادونا فصلها الأخير، بعد سنوات طويلة له في عالم المستديرة الساحرة وقد شهد له الجميع بأنه الأفضل، ابن مدينة لانوس الأرجنتينية توفي عن سن يناهز 60 عاما، إثر إصابته بسكتة قلبية، وعلى خلفية هذا الخبر المؤلم عبرت العديد من الشخصيات البارزة في عالم كرة القدم عن حزنها الواسع من أجله ..

دشن دييغو مسيرته الدولية بمشاركته معية منتخب بلاده الأرجنتين في كأس العالم 1982، إذ لعب أول مباراة في الجولة الثانية، و قد خسر آنذاك حامل اللقب منتخب الأرجنتين أمام بلجيكا، و في نسخة 1986 من كأس العالم، أحرز منتخب راقصي التانغو اللقب بعد الفوز فوق الأراضي المكسيكية على منتخب ألمانيا الغربية بثلاثية مقابل هدفين، و قد أثار الهدف الذي سجله مارادونا بيده أثناء مباراة الأرجنتين ضد إنجلترا جدلا واسعا، ليعترف بعد ذلك في أغسطس 2005 أنه ضرب الكرة بيده عمدا، تذوق المنتخب الأرجنتيني طعم الخسارة في كأس العالم 1990، بعد سقوطه على يد ألمانيا الغربية بهدف نظيف في المشهد الختامي بعد ضربة جزاء مشكوك في صحتها، و بعد مرور أربع سنوات أعاد التاريخ نفسه، و بلغ مارادونا رفقة منتخب بلاده مسابقة كأس العالم1994، لكنه مثل بلاده في مبارتين فقط و دون هدفا واحدا ضد اليونان، و أعيد إلى بلاده بعد ثبوت تعاطيه لمنشطات الإيفيدرين، و تم إقصاؤه من النهائيات و خسرت الأرجنتين الرهان في الجولة الثانية ..

رسمت مسيرة مارادونا الاحترافية مسارا ناجحا له، و ذلك لما قدمه و لما أحرزه من لقب رفقة معظم الأندية التي لعب داخل صفوفها، البداية كانت مع نادي أرجينتينيوس جونيورز الذي أمضى معه الفترة ما بين 1976و1981 و لعب معه 167 مباراة و سجل حينها 115 هدفا،بعد ذلك حول وجهته نحو نادي بوكا جونيورز و قد لعب مع هذا النادي ما بين 1982و1984، و أحرز معيته دوري الدرجة الأولى الأرجنتيني عام 1981، ثم انتقل بعد ذلك إلى نادي برشلونة بعد نهائيات كأس العالم 1982، و أفلح في الظفر بعدة ألقاب رفقة البلاوغرانا أبرزها : كأس ملك إسبانيا 1983، و كأس السوبر الإسباني في نفس العام، اقتنصه فيما بعد نادي نابولي الإيطالي ، و توج مارادونا مع هذا النادي بالدوري الإيطالي في موسم 1986-1987، و خلال موسم 1989-1990، و كأس السوبر الإيطالي عام 1990، و ظل دييغو يتأرجح بين أحضان الأندية الأوربية، إذ قضى مع إشبيلية الإسباني فترة ما بين 1992-1993، و كما انضم إلى نادي نيولز أولد بويز الأرجنتيني ما بين 1993-1994، ليعود من جديد إلى نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني و أمضى معه الفترة ما بين 1995-1997، إلى حين اعتزاله ..

و كأي لاعب دولي، لم تغب شمس الجوائز و الألقاب الفردية عن سماء أرماندو مارادونا إذ حاز على جائزة هداف الدوري الأرجنتيني على التوالي خلال عام 1978,1979,1980، و نال الكرة الذهبية في كأس العالم تحت 20 سنة عام 1979، و كذا جائزة أونزي الذهبية 1986-1987، و نال الحذاء الفضي في كأس العالم 1986، و كتب اسمه ضمن أعظم تشكيلة في التاريخ من مجلة وورلد سوكر سنة 2013، و قد علق نادي نابولي الإيطالي القميص رقم 10 بعد اعتزاله تقديرا لما قدمه من مباريات في المستوى و قد جنى عدة جوائز أخرى ..

رحل دييغو أرماندو مارادونا عن هذا العالم بصفة نهائية،تاركا وراءه تاريخا مليئا بالألقاب و الجوائز، رحيله هذا خلف صورا من الحزن و الأسى في قلب كل عاشق للمستديرة الساحرة عامة، و لمنتخب راقصي التانغو خاصة ..