قرأت مقاله منذ أسبوع بفضل تنوير الشاعرة Imane El-Khattabi.. وبادأت مقالي التأملي ، عن خيانة صديق لصديقه وتلميذ لمعلمه وصانع لمشاريع رموزٍ، الوطنُ العربي في أمس الحاجة إليها، لرمز ماسي ذهبي جاهز، استوفى، خاصة بعد فاجعة الرحيل الأخدج، تربعَه على عرش حسناء الحسناوات وفاتنة الفاتنات القضية الفلسطينية وعرش زواجه المقدس الأبدي بها..
باءت محاولة إكمالي لمسودة المقال بالفشل، لا والله ليس تقاعسا، بل هذه المرة لسبب خاص وخاص جدا لم أعهده قط في عاداتي مع الكتابة. السبب كان متعلقا بالبركة الراكدة(بكسر الباء).كانت بركة حقارة بركات تستأصل كل حبري في إنهاء الكتابة..ليتني أسطر على كلمة(تستأصل) ، فما كتبه الرجل عن الرجل كان حقا استئصالا فكريا لعيون ريتا الجميلة التي تنام بحلم في ذاكرتنا ولكل تاريخ ناصع أبيض للحلم... فإذا سطرتُ على (استىصال فكري) علي أن أسطر بعدها على كلمتي (رجل) فكل (رجل) هنا له معنى مختلف..
دعكم من زهوه التشاعري الموهوم غير المستند على الحقائق، وادعائه علو الكعب، واستعارته لزخارف لغوية ونمنمات كلمات خشبية محنطة غير مباشرة لتمرير ذاك المغزى الخفي وتأكيده ، حتى خلت بذي الضغينة المتوارية من سنين يتمنى في سره أن يقيم له الشعراء العرب حفل ولاء ويبايعونه على أنه الأفضل في التاريخ المعاصر وعلى الأهم بأنه أفضل بأشواط فلكية من محسوده.. أفلم يخش هذا الأخير -على حد افتراء المدّعِي - ألم يخش منْ أن يتأثر بالأسلوب الشعري المبهر للحاسد ..على حد الأمنية التي رغب الحاسدُ أن يصف بها أسلوبه أو كما قال وحاول..ومن الجميل هنا أن نصف الأوصاف بأوصافها، فلا يلتبس حكم القيمة...
لا..
دعكم من تلكم القذارات الأدبية الصغيرة التي يحدث مثيلُها بين الحِرَفيين ، والتي لا يمكن الآن أبدا، إفحامُ من بثها بخبث، بعدم مصداقيتها وصحتها، في ظل برزخية المدَّعَى عليه بعد أن خانه أول من خانه صمام قلبه المفتوح..، وأعني بإفحامه. أعنيه هو بالذات لا غير، أما نحن جميعا فمفحَمون مقتنعون مشرّبون على إيلاء مكانته الراسخة الاعتبارَ والاقتدار. والآن أي جلد له رجما بالغيب هو جلد لذواتنا... دعكم من ذلكم ، ولنمر مباشرة إلى منابع الصدمة الهائلة المتجددة:
كانت الحقارة والنذالة والخيانة فوق التصور وكانت زلزالا بدرجة7 على 10 ريختيرية ، ليس ضد درويش لا سامح الله، بل ضد هذا البركات الذي خرق متنطعا أنّه صاحبه ، بل وابنه الروحي أو الأدبي أو الشعري، تماما مثلما خرق له في المقال ابنةً بيولوجية من صلبه وأن درويشا أنكرها وافتخر بإنكارها وتنصل من فعل الأبوة برمته، هو الذي احتضن فلسطين من نهرها لبحرها أبا حاميا وملاكا حارسا..
هكذا زعم المؤتمَنُ على السر ، إن صحّت فحاوى هذا السر الذي كان ينبغي- كما تقتضي الأعراف الإنسانية عالمية كانت أو إقليمية أو وطنية ومحلية أو زقاقية وتقتضي الأخلاق، كان ينبغي ألا يُفشى.. لكن للأسف لم يفشه فقط، بل وافتراه..
رحم الله محمودا، ولا رحم مذموما خانه..
السعيد ابن سعيد/12-06-2020/ ميلانو
إرسال تعليق