أول ما وقعت عيناي على الكتاب استفزني عنوانه وحرك ما بي من فضول-علمي ومشروع- وقد كنت أتسائل من قبل: لماذا هناك تنميط في الساحة الجامعية حول وحدة مفهوم "البحث العلمي"؟، أليس من الأحرى أن لكل حقل أو باب معرفي منطقه الخاص في البحث؟، وقد خلتني وجدت الإجابة عن هذين السؤالين لدى المفكر كارل بوبر من خلال هذا العمل، وعلى الرغم من الطرح العميق في المنهج الذي اختطه الكاتب لنفسه بعيدا أو محاولا النئي عن المدرسة الوضعية المنطقية، إلا أن أملي قد خاب...وأترك للقارئ استكشاف ذلك بالرجوع إلى الكتاب.
كنت متشوقا لرؤية منطق أخر في فلسفة العلم، تتحدث عن منطق أو منهج للكشف العلمي يتجاوز هيمنة الوضعية بمفاهيمها ومناهجها ونظرياتها التي لا تفصل بين الحقول العلمية والمعرفية وانطلاقا من مركزية ورؤية معرفية تطبيعية للعلم والعالم. غير أنه بمجرد معرفة ما يقصده كارل بوبر بمنطق الكشف العلمي الذي يتحدث عنه أدركت أني لازلت أدور في فلك الوضعية وإن بصيغة أقل تطرفا..
هنا يوضح أحد الشراح المتعمقين"سكوليموفسكي" قواعد المنهج العلمي التي تشكل رؤية كارل بوبر للعلم والمعرفة وما يميزه عن المدرسة الوضعية المنطقية
انتهى كارل بوبر إلى التقاء مع الوضعيين حينما سار على نهجهم في حصر العلم في كل ما هو مبني على الحس والتجربة " المعرفة الاستقرائية" ومحاولة اكتشاف قوانينه عبر تعميم المنطق الصور الرياضي على كافة المعارف العلوم، وانتهى به المطاف إلى التصادم معهم عبر الاعتراف بنسبية العلم الإمريقي ومحدودتيه في تفسير كل شيء، وما المثال التالي ببعيد.
إرسال تعليق