إن أجل ما تحتاجه النفوس لتكون آمنة مطمئنة، لهو تزكيتها مما ران فيها من كدر الدنيا وفتنها فقد أفلح من زكاها... وحقق المقصد الأول من ابتعاث المرسلين إلى الغافلين والجاهلين أمما وأفرادا متى زاغوا عن الحنفية السمحة توحيدا وتوجها الا وهي التزكية حالا، والعلم مقالا، والعبادة عملا...والعبادة لا تنحصر في الشعائر وإنما في مطلق الانابة والمعية ، تلازم العباد في سكناتهم وحركاتهم سعيا وكدا غايتها الحق الواحد الصمد...وهذه العبادة مراتب أو مشاهد....
بعد أن يدرك الغافلون أمثالي، هذه المراتب يسوؤهم الا يحسنوا الظن بربهم..ما غرك بربك العظيم...انها رحمته الواسعة..وحلمه الذي لا يأس معه مهما اشتد على النفس من خطوب و ابتلاءات فهي اقداره ومنحه للعباد..حري بنا معشر الغافلين إيقاض حواسنا وجواهرنا للتأدب مع الله القيوم فهو لا يطلب منا سوى مطلق الانقياد والاستسلام له غيبة وشهودا...ونحن نتمرغ في نعمائه وعطاياه..اما ترى معي، هداني الله وإياك إلى صراطه المستقيم، أن تكريمه اياك على سائر مخلوقاته وحدها منة وحدها، بعد منتي الإيجاد والإمداد، تجعل القلوب تذوب خشوعا له وحده..وتباعد النفس عن التعلق عمل سواه من أغيار...والله الهادي والمستعان...
إرسال تعليق