في مقاله "الدولة والعنف بين فوضى الغابة وطغيان الدولة"،
يقول المفكر خالص جلبي"...متى ولماذا وكيف ولدت الدولة؟ يضع (بيار كلاستر)
عنواناً مثيراً لكتابه ( مجتمع اللادولة) مفترضاً أن الدولة ليست شرطاً للاجتماع
الانساني وهي شيء طاريء على الانسان. وهذا صحيح من جانب ويذهب (ابن خلدون) في
المقدمة الى تقرير الاجتماع الانساني (كضرورة للبقاء) بسببين (الغذاء)
و(المدافعة). أما عالم الانثروبولوجيا (بيتر فارب) فيرى في كتابه (بنو الانسان) أن
المجتمع يصنع الفرد من مادة خام الى كائن اجتماعي. ففي عام 1799 م تم العثور على
صبي متوحش في غابة (أفيرون) وكان أقرب الى الحيوان فحاول الدكتور (ايتار كسبار)
تعليمه آداب السلوك والنطق فنجح في تهذيبه قليلاً أما النطق فكان الطريق اليها
حجرا محجورا، مما يشير الى أن السنوات الأولى في عمر الانسان حاسمة لإدخاله
المجتمع الانساني وامتصاصه كل الخبرات المتراكمة وتعلمه النطق ليتحول الى كائن
اتصالات...
...وبولادة الدولة
العصرية أمكن للإنسان أن يقفز من مرحلة الغابة الى مرحلة الحضارة فأنتج فائضاً من
الغذاء وتحرر من الجوع وتشكلت الحكومة المركزية التي احتكرت العنف لنفسها مقابل
توفير (الأمن) للأفراد الذين يعيشون تحت ظلها واستسلامهم الكامل لأرادتها. ومع
الأمن امكن للناس ان يعيشوا ويتبادلوا السلع والخدمات ويظهر النقد والتجارة وتشق
الطرقات وتبنى الجامعات وكل ما نعرفه عن نعمة الحياة العصرية. هذا هو الجانب
الايجابي من مظاهر الدولة ولكن مع ولادة الدولة برز الى السطح مرضان كريهان:
(الطغيان الداخلي) و(الحروب الخارجية).
ملخص نظرية الدولة في الإسلام من منطلق وظائفها رعاية وحماية مع تحديد لطبيعة الحكم وأسلوبه.من محاضرة: هل للإسلام نظرية دولة؟ لأبو يعرب المرزوقي.
إرسال تعليق