يحدثنا التاريخ أن الامبراطوريات يحكمها منطقين:
1- كل امبراطورية إنما تقوم على أنقاض سابقتها حينما تعجز الأولى عن الاستجابة للتحديات وسنن البقاء والتمدد؛
2-حتمية المواجهة اما صراعا أو تدافعا وفق ما تفرضه أو تتيحه الحقبة أو الحقب التاريخية في واقعها الموضوعي وشروطها الذاتية.
وفق المبدأ الأول، فإن قيام الولايات المتحدة الأمريكية كامبراطورية جاء نتيجة استخلافها للامبراطوريتين الانجليزية والفرنسية الافلتين وشكل دخولها الحرب العالمية الثانية إعلان لهذا التداول الامبراطوري. في حين نجد الصين هي قوة فوق الدولة وأقل من الإمبراطورية لأنها ببساطة رفضت التصرف كامبراطورية مادام ثمن الزعامة باهض اقتصاديا وعسكريا.
أما وفق المبدأ الثاني، ولأن معطيات الحقبة التي نعيشها- وهي حقبة ما بعد العولمة- حقبة التكنولوجيا الرقمية، فإن جميع مظاهر التنافس بين القوى والاقطاب الاقتصادية ستدور حولها، ومن ثم، فإن حتمية المواجهة بين الصين التي ترفض أن تتصرف كامبراطورية سياسية أو عسكرية ستنحو لا محالة نحو التصرف كامبراطورية إقتصادية وستجد نفسها في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية اما ان تخوض حربا تجارية واقتصادية مباشرة أو حربا وتنافسا بالوكالة أو تنآى بنفسها وتتراجع إلى محيطها الجيوساسي في جنوب شرق آسيا.
إرسال تعليق